بسم الله الرحمن الرحيم
صناعة الإنسان بين الموهبة و المقدرة
هل صناعة الإنسان أمر ممكن ؟ و هنا لا أقصد إيجاده من العدم إنما أرمي إلى صناعة الإنسان لشخصيته و التمتع بما وهبه الله من عقل باستغلاله في التفكير و التغيير و الابتعاد عن النمطية المملة و الروتين القاتل و التكرار الرتيب الذي يطوق رقاب البعض
تتأمل في الناس من حولك فتجد منهم المؤثر النشط و المتأثر الكسول ومنهم من يقارع الخطوب و يثب للمهمات ومنهم من يركن إلى الدعة و الخمول
وهنا أريد أن أتحدث عن القسم الإيجابي من هذين الفسطاطين وأريد التطرق إليه من منظور الموهبة و المقدرة فمن الناس من هو موهوب بالفطرة نجد هذا بارزا في الأعمال المنظورة كالفنون بأنواعها كالفنون التشكيلية و الشعر و التمثيل و الغناء وحتى الرياضة على أن هناك من لا يقدر موهبته فيضيعها
ولكن هناك من لا يوقفه عدم امتلاك الموهبة عاجزا عن استغلال ما وهبه الله من ملكات فتجده يحاول في مجالات شتى مجربا وباحثا لنفسه عن مكان يليق بهمته العالية فلا يريد أن يكون اسمه عابرا بين الكلمات العابرة
وغني عن القول فإن الصنف الثاني هو من يستحق الثناء حيث أنه قهر الظروف و طوع الصعاب و ارتقى عليها سلالم المجد
صفوة القول أن على الإنسان أن يستغل حياته لصنع المجد و لا يأتي ذلك إلا بالمبادرة و الإقدام بحكمة و جلد واضعا نصب عينيه أن الكمال لله و مابين الكمال و النقص مسافة شاسعة يختار المرء لنفسه فيها مكانا قريبا من النجاح أو قصيا عنه