كنت أدلف إلى أحد أسواق قريتنا الصغيرة عندما لفت اتنباهي مربع أسود صغير على صدر إحدى الصحف ولكثرة ما فجعتني هذه المربعات السوداء بأحبة عرفتهم و لم يعرفوني و عاشت معهم روحي في أماكن و أزمنة لم تطأها قدمي و لم يكن لي فيها من أثر عدت أدراجي .
توقفت..... قرأت رحيل .......فتماسكت و أنا الخائف من عوائد هذه الزوايا
رحيل الكاتب محمد صادق دياب
غادرت المكان و في قلبي من الأحزان نار مستعرة غادرت المكان بعد أن قضيت حاجتي ولا زالت صورة ذلك المربع القاتم ما ثلة أمام ناظري
و لاحقا عرفت الحقيقة المرة أنه رحل بمرض السرطان
آه كم أفقدنا هذا الخبيث أحبة و أساتذة أناروا لنا الطريق و واسونا في زمن الهم
مر رحيله عابرا دونما ضجيج
تماما كما كانت كتاباته
محمد صادق دياب لمن لا يعرفه هو الرجل التربوي هو الرجل النقي الهادئ
هو جزء من تاريخ جدة بأفراحها و أحزانها و فنها و مثقفيها
لطالما كتب عن أزقتها القديمة و أحيائها العتيقة
لطالما عاش مآسيها دونما لطم على الخدود و لا شق للجيوب
رحل و خلف نظاراته السميكة التي لطالما تندر عليها ساخرا من الأقدار عاتبا على النظر
رحل وترك خلفه محبين لطالما تمتعوا عبر مقالاته بعبق الماضي و ألق الحاضر
رحل إلى الدار الآخرة و نام نومة اللحود........أغمض إغماضته الأخيرة
تغمده الله بواسع رحمته