دخيل البلالي من الوسدة من قبيلة حرب كان له جاره من قبيلة مطير توفي زوجها في إحدى الغارات ولم يترك لها سوى ولد صغير في السن وفي أحد الأيام أراد دخيل وجماعته أن يغزوا كما هو حال القبائل في ذلك الحين فأراد الولد أن يرافقه وحاول دخيل إن يعتذر له عن ذلك لصغر سنه ولكن الولد إصر على طلبه كما أبدت أمه رغبتها في أن يغزي ولدها بهذه الغزوة حتى يتعلم ويتدرب على الغزو والقتال وفي الأخير وافق دخيل أن يغزي الولد معهم تقديرا لجيرانه.
فقامت أم الولد توصي دخيل على ولدها حرصا عليه وطلبته أن يداري عليه من المخاطر وأن يعتبره أمانة معه وأن يحافظ عليه كما يحافظ على أعز أبنائه.
وأراد الله أن يقع دخيل ورفيقه الولد في يد رجال أبن رشيد فأحضروهم إليه ولما أوقفوهم أمام أبن رشيد قرر قتلهم فحاول دخيل أن يمنع قتل صاحبه الولد لأنه أمانه معه فقال لأبن رشيد يا طويل العمر إن هذا أبني الوحيد وهو غلام كما ترى والله انه وحيد أمه وستموت إن جاءها خبر مقتله إما أنا فهذه رقبتي فاقتلني وأخذ يطلب أبن رشيد إلى أنه وافق ابن رشيد واكتفى بقتله وأمر بترك الولد وإخلاء سبيله ولما هدا روع الولد اخبرهم بالحقيقة المذهلة .ويقال أن ابن رشيد ندم على قتله لأنه رجل وفي وشجاع ولكن فات الأمر وسبق السيف العدل.
أما والدة الولد فإنها لما عاد ولدها سالما وعلمت بما جرى تأثرت كثيرا وأعجبت بفعل هذا الرجل وبشهامته لكنها لم تجد ما تكافئ به صنيعه إلا الشعر الذي يعتبر وسام الشرف فقالت من قصيدة طويلة الأبيات التالية :-
البارحه عيني حريب لها النوم
تسوقها لوعات غبر الليالي
لكن في عيني حزازات وهموم
انحب ولاني في نحيبي لحالي
صارالقضاوالي جرى شي مقسوم
والله يبيحك يا دخيل البلالي
مرحوم ياغيث المساكين مرحوم
اللي فدابروحه شريدة عيالي
الأجنبي في قصرته دوم محشـوم
وأبداعليه من الرفيق الموالي