أسرة الموسى موجودين في قرية القرينة غرب الرياض بثمانين كيلو تعرفت على عدد منهم وهم نعم الرجال وينتسبون إلى الصواعدة من عوف وقد زودني الأخ الشاعر محمد بن عبد العزيز الموسى بكامل قصتهم في صفحة من صفحات جريدة المدينة قبل حوالي خمسة عشر سنة ونقلتها لكم بالنص :
أجرى التحقيق : عبد الرزاق المحمدي
تصوير : طارق محمود
واقع أغرب من الخيال
العناوين : بعد فراق 190 عاما هرسان وهريسان يلتقيان
أختفى هريسان فردا فعاد قبيلة
قبيلة هرسان تعلن أعترافها بأبناء هريسان العائدين
ما اجمل اللقاء بعد الفراق ولاكن حين يكون مثل لقاء هرسان وهريسان فإنه يكون لقاء ( ذا ) شكل ... هرسان وهريسان ( اللذان ) أفترقا عندما غاب هريسان قبل 190 عاما تقريبا وظل بعده أخوه هرسان يبحث عن اخباره وغدا غيابه مضرب مثل في القبيلة . وبعد هده المذة الطويلة ـ شاء المولى العلي القدير أن يعود هريسان إلى أخيه هرسان .. حيث ألتقيا قبيلتين بعد أن افترقا رجلين .
(( المدينة )) تواجدت خلال هذا اللقاء ونقلت للقراء التفاصيل الكاملة لهذه القصة الدرامية ... وقمناء بإجراء عدة لقاءات مع بعض أفراد القبيلتين في المدينة المنورة .
وعن القصة الكاملة لضياع هريسان قال حامد بن حمد الهرساني
: هريسان من قبيلة عوف من سكان المدينة المنورة ذهب من فترة ذويلة ـ تتراوح ما بين 180 عاما و 190 عاما وهو من ولد حسين من الصواعد من عوف ووالده أسمه لبدان بن مسيب وله أخوان هما هرسان ومعيوف . وكانوا في ظروف معيشية صعبة كانت فيما يبدوو وراء ذهابه وأنتقاله بعيدا عن أهله وهو في مرحلة مبكرة من عمره ما بين الخامسة عشرة والعشرين من عمره وآخر ما يعرفه أهله عنه أنه انتقل من المدينة وتوجه شرقا ناحية القصيم وبلاد نجد ، وقد قام اهله وجماعته بالبحث عنه في المناطق ـ المجاورة وعلى أن يعود إن كان حيا وعلى مدا سنوات ذويلة ـ وفي وقت انعدمت فيه جيمع الوسائل التي تساعد على البحث والمعرفة وفي مناذق ـ كثيرة وفترة وجيزة وبعد ضياعه لم يعرف عنه بعد ..
بالنسبة لظروف أختفاء هريسان فإنها متضاربة وغير محددة حيث لم نسمع من رجال القبيلة الكبار في السن تؤكد أنه ربما وقع أسيرا في إحدى المعارك التي كانت تشهدها الجزيرة العربية في ذلك الوقت وكان الأحتمال الأرجح هو أنه ذهب للبحث عن لقمة العيش في مكان آخر .
وعن العمل الذي قام به قال حامد الهرساني : وقد تأكد لنا بواسذة ـ أحفاده فيما بعد أنه فعلا وصل إلى الدرعية وعاش فيها وفي المناذق ـ المجاورة ولاكن لا يعرف تماما العمل الذي قام بممارسته هناك حيث لا توجد دلائل أو آثار أو بيوت أو مزارع أو مستندات أو أي شي يشير إلى نوعية العمل الذي قام به ولاكن المعروف أن أحفاده أنتقلوا إلى بلدة القرينة في ضواحي حريملاء وأشتغلوا فيها بالزرراعة ولا زالوا فيها حتى اليوم // وبالنسبة لهرسان الذي بقي في المدينة فإنه اشتغل في الرعي في البادية .
مضرب مثل في القبيلة .
ويستطرد ـ حامد فيقول : أن قصة هريسان قد انتقلت من أبيه وأخوانه إلى أبناءهم وأحفادهم جيلا بعد جيل ولا يخلوا مجلس ولا مناسبة من ذكر قصة هريسان فقد ذهب وهذه ضروف ضياعه .... وأصبح هريسان مضرب مثل للضياع ودائما يقولون ضاع هريسان وعمره ثماني عشرة سنة ونرجو أن يرده الله علينا .. بالرغم من أنه ضاع قبل 190 سنة تقريبا ... وإذا غاب رجل من القبيلة غيبة يقولون إنشاء الله يعود قبل عودة هريسان .. ، وذلك للتذكير به من ناحية ومن ناحية أخرى حتى لا ينقطع ـ الأمل بعودته لو بعد حين ..
وصية متوارثه عن هريسان ..
وبالسؤال عن السبب الذي جعل القبيلة لم تنسه خلال هذه المدة قال أحمد بن عباس الهرساني :
بالنسبة لأبيه وجماعته وأخوته أخذوا يبحثون عنه مدة ذويلة ـ ويتحرون عودته مع أنه قد مات ... ولكن مع لك كان لهم أمل كبير بعودته ولذلك في بداية حياتهم كانوا يسألون عنه بأستمرار ويسألون كل من ياتيهم وعلى ذلك شب ابناءهم فأخذوا عنهم مهمة السؤال والبحث وكانوا يتواصون بذلك من جيل إلى جيل وكان أبي رحمه الله الذي توفي وعمره يناهز المائة عام يوصينا ويقول أنه ضاع أخ لجدنا هرسان وربما يعود أحفاده من بعد فأبحثوا عنهم ولا تنسوهم وهذه وصية كل اب لأبنه في القبيلة .
البحث عن قبيلة حرب .
وعن كيفية التعارف بين أبناء هريسان وهرسان بعد فراق دام 190سنة قال حامد الهرساني :
من المعلوم أن قلب الإنسان العربي معلق بقبيلته .... وأبناء هريسان الذين يعيشون اليوم في قرية القرينة الواقعة غرب الرياض وعلى بعد 85كيلوا تقريبا يعرفون أن جدهم هريسان قد جاء من المدينة وأنه من قبيلة حرب وأنه جاء لوحده ولا يعرفون شيئا غير ذلك .. ومن المعلوم أن قبيلة حرب قبيلة كبيرة جدا تنتشر فروعها وبطونها ـ في نجد والحجاز ولا يعلمون من أي قبائل وبذون ـ حرب كان أبيهم فبدأو يبحثون ويسألون أمراء قبيلة حرب في نجد أمثال الذويبي وأبن نحيت والفرم . فأكدوا لهم ان اسم هذا الرجل لا ينتسب لقبائلهم ولم يسبق أن سمعوا عنه شيئئا .. وأشاروا عليهم بالتوجه للحجاز وسؤؤؤال قبائل حرب الموجودة فيه .. والذين قاموا بمهمة البحث هم :
ناصر بن حمد بن عبد العزيز الموسى
عبد العزيز بن سليمان الموسى
موسى بن حمد الموسى ..
ولقب الموسى نسبة إلى جدهم موسى بن محمد بن رجب بن هريسان .
وعندما جاء الثلاثة إلى المدينة ليسألوا أمراء حرب كان أول من سألوا صلاح الجذي أحد أمراء قبيلة ولد محمد وأخبروه بالقصة وأسم الرجل فقال لهم بدوره انه لا يعرف عنه شيئئا وقال أذهبوا إلى مشعان بن موقد أمير عوف فربما يعرف شيئا لا نعرفه .. وعندما سألوا مشعان قال اسأل القبيلة وبعد أسبوع أتصل بكم بالهاتف وأعطيكم ـ الخبر وكان هذا في شهر شعبان من عام 1410هـ وسأل مشعان بن موقد عبد الله بن عباس كبير قبيلة الهراسين ، وفي البداية قال لهم مشعان أنه سمع بغياب هريسان ولا كنه غير متأكد ... ولاكن عبد الله بن عباس الهرساني أكد لمشعان أنه هريسان هو أخو هرسان والذي فقد من مدة طويلة ـ ولم يعرف عنه شي ... وبعد ذلك اتصل بهم مشعان بن موقد وجاءوا من الرياض ومعهم الوثائق التي تثبت قولهم ونسبتهم إلى هريسان وهذه الوثائق من قرابة 90 سنة وهي عبارة عن وثائق قسمة تركة بينهم تعود إلى هريسان .. وقال عبد الله بن عباس أن الرجل ثابت لدينا وعندنا ما يثبت ذلك .
36 شاهد من خارج القبيلة .
ويمضي حامد الهرساني في ذكر اللقاء وإثبات أبناء هريسان ويقول : ان الهراسين أبناء هرسان في المدينة المنورة عندما قابلوا آل الموسى المدعين النسب إلى هريسان وعندما تأكد لهم فعلا أنهم أبناء هريسان فرحوا فرحة عظيمة جدا وقالوا أنه ثابت لدينا أن هريسان هذا هو أخو هرسان ولدينا شهود على ذلك ونظرا لكثرتهم فقد تم الأكتفاء بشهادة 36 شاهدا عدلا من خارج قبيلة الهراسين .
لقاء رجلين في قبيلتين .
وعن اللقاء التاريخي وكيف تم بين القبيلتين يقول أحمد بن عباس الهرساني .
عندما علمنا نحن أبناء هرسان وتأكد لنا أنهم أبناء هريسان فرحنا فرحة عظيمة جدا لا توصف وأعددنا لهم حفل استقبال وتعارف كبير في بيت أخي عبد الله بن عباس في بلدة النخيل وهناك تم اللقاء السعيد الذي التقى فيه هرسان وهريسان بعد هذا الفراق وبعد أن تفرقا رجلين وألتقيا قبيلتين .كبيرتين حيث أصبحنا قبيلة وأصبحوا هم قبيلة وقد حضر الحفل أمراء قبيلة عوف وأعيانهم وتم خلالها توقيع وثيقة تنص على أن آل موسى هم أبناء هريسان من قبيلة عوف أخو هرسان والذي ذهب من مدة 190 سنة وقد وقع عليها أمراء عوف وفي مقدمتهم مشعان بن موقد .
الأعتراف بأبناء هريسان .
وعن النتائج التي ترتبت على هذا اللقاء قال حمد بن حمدان الهرساني :
في هذا اللقاء تم اعتراف قبيلة الهراسين بأبناء هريسان وأنهم أبناء رجل واحد وعملت لذلك أوراق ووثائق تثبت ذلك ووقعت من سبعة من أمراء حرب وأعتمدت من إمارة الرياض ، ويتبع ذلك المشاركة في الأرض وفي الديرة وجميع الحقوق والأملاك ونحن نرحب بهم ترحيبا كبيرا ونسعد بأي سبب أو مناسبة تجمعنا بالغائب الذي ذال ـ أنتظاره وشاء الله أن يعود إلينا ....
وعن الأسباب والعوامل التي ساعدت على تحقيق هذا اللقاء يقول سعد بن سليم الهرساني :
من المعروف أن الأسباب التي أدت إلى ضياع هريسان وبعده عن أهله هي الضروف السيئة التي كانت سائدة في تلك الحقبة والتي كثر فيها الجوع وانعدام الأمن وكانت الحياة صعبة في كل شي .... وإذا عرفنا ذلك فإنا نعرف أن اللقاء تم في الظروف الراهنة والتي ورفرت فيها حكومة خادم الحرمين الشريفين كافة اسباب الراحة وهذه الخدمات يصعب حصرها وهي التي ساعدت بعون الله على اتمام هذا اللقاء والجميع يشاركونني بدون استثناء ..... فألأتصالات والمواصلات الإعلام والتعليم ورغد العيش والامن كل هذه العوامل ساعدت في هذاء اللقاء ...
ومشاعري نحو هذا اللقاء لا توصف فهي مشاعر أخ فقد اخاه وعزيز فقد عزيزه وهي فرحة اجيال متعاقبة يتحقق حلمها في هذا اللقاء السعيد الذي يختلف في حرارته وجوه عن كل لقاء يمكن أن يعيشه الإنسان ..
وهذا اخ عاد إلينا بعد هذا المدى الذويل ـ من الزمن والآن أصبحنا أبناء رجل واحد رجعوا إلى دار ابيهم فبيوتنا بيوتهم وبيوتهم بيوتنا وهذا واقع ووضع البيت الواحد اذا تفرقوا لاي ظرف ثم أجتمعوا وهذا ليس بغريب ....
ويقول حامد بن حمود الهرساني :
مشاعري بهذه المناسبة فوق أن اعبر عنها وفررحتنا هذه لا يوازيها شي غير حزن الأباء عندما فقدوا هريسان أول مرة ذلك الحزن الذي ظل يتناقله أفراد القبيلة كلما تذكروا هريسان وفراقه ... وسوف يبقى أيضا هدا الفرح ان شاء الله تتناقله وتعيشه القبيلة كلما تذكرت هذا اللقاء الذي يبقى فيها حيا لا ينسى يجري في دمائها من جيل إلى جيل ..
الفرحة بالأخ أعظم فرحة .
ويقول سعد بن حمود الهرساني بهذه المناسبة :
من المعلوم فرحة اللقاء هي أعظم فرحة والانسان اذا ضاع شي مادي ثم وجده يفرح به فما بالك بأخ غائب عنك حوالي 200 سنة هنا تكون الفرحة عظيمة لأنها بلقاء الأخ وهؤلاء اخواننا رجعوا إلينا وسوف تكون بيننا معرفة مستمرة ان شاء الله وتتوثق عرى الاخوة والمحبة بعدما عرفوا بيوتنا وعرفنا بيوتهم ومساكنهم وديارهم وولا غرو في ذلك ونحن أبناء رجل واحد
جريدة المدينة المنورة في يوم الأحد 24 ربيع الآخر 1411 هـ العدد 8580
نقاط ـ :
انظر إلى حرص الشيخ مشعان بن موقد رحمه الله حيث لم يشأ ان يؤكد لهم النسب مباشرة ولا كن قال أذهبوا وسوف أتصل عليكم بعد أسبوع وذلك ليتريث ويتأكد من القصة .
ذكر لي الشاعر محمد الموسى ان اسرة الموسى يجتمعون بالجد السابع تقريبا وإذا قمنا بالعملية الحسابية المعروفة في الأنساب نجد أن المدة التي من ضياع هريسان حتى الان هي مدة سبعة أجداد .
أسرة الموسى يعلمون انهم من حرب لا كن لايعلمون الى اي قبائلها ينتسبون
كافة أوراق معاملة انتسابهم موجودة لدى عميد اسرة الموسى
الشكر كل الشكر للأخ العزيز الشاعر محمد الموسى الذي زودني بصفحة الجريدة وغيرها من المعلومات القيمة
اقامت الاسرة في الرياض حفلا كبير حضرة بعض شيوخ عوف
لا زالت الزيارات بين ذوي هرسان وذوي هريسان مستمرة حتى هذا الوقت
المعذرة من الأخطاء الأملائية 0
أجرى التحقيق : عبد الرزاق المحمدي
تصوير : طارق محمود
واقع أغرب من الخيال
العناوين : بعد فراق 190 عاما هرسان وهريسان يلتقيان
أختفى هريسان فردا فعاد قبيلة
قبيلة هرسان تعلن أعترافها بأبناء هريسان العائدين
ما اجمل اللقاء بعد الفراق ولاكن حين يكون مثل لقاء هرسان وهريسان فإنه يكون لقاء ( ذا ) شكل ... هرسان وهريسان ( اللذان ) أفترقا عندما غاب هريسان قبل 190 عاما تقريبا وظل بعده أخوه هرسان يبحث عن اخباره وغدا غيابه مضرب مثل في القبيلة . وبعد هده المذة الطويلة ـ شاء المولى العلي القدير أن يعود هريسان إلى أخيه هرسان .. حيث ألتقيا قبيلتين بعد أن افترقا رجلين .
(( المدينة )) تواجدت خلال هذا اللقاء ونقلت للقراء التفاصيل الكاملة لهذه القصة الدرامية ... وقمناء بإجراء عدة لقاءات مع بعض أفراد القبيلتين في المدينة المنورة .
وعن القصة الكاملة لضياع هريسان قال حامد بن حمد الهرساني
: هريسان من قبيلة عوف من سكان المدينة المنورة ذهب من فترة ذويلة ـ تتراوح ما بين 180 عاما و 190 عاما وهو من ولد حسين من الصواعد من عوف ووالده أسمه لبدان بن مسيب وله أخوان هما هرسان ومعيوف . وكانوا في ظروف معيشية صعبة كانت فيما يبدوو وراء ذهابه وأنتقاله بعيدا عن أهله وهو في مرحلة مبكرة من عمره ما بين الخامسة عشرة والعشرين من عمره وآخر ما يعرفه أهله عنه أنه انتقل من المدينة وتوجه شرقا ناحية القصيم وبلاد نجد ، وقد قام اهله وجماعته بالبحث عنه في المناطق ـ المجاورة وعلى أن يعود إن كان حيا وعلى مدا سنوات ذويلة ـ وفي وقت انعدمت فيه جيمع الوسائل التي تساعد على البحث والمعرفة وفي مناذق ـ كثيرة وفترة وجيزة وبعد ضياعه لم يعرف عنه بعد ..
بالنسبة لظروف أختفاء هريسان فإنها متضاربة وغير محددة حيث لم نسمع من رجال القبيلة الكبار في السن تؤكد أنه ربما وقع أسيرا في إحدى المعارك التي كانت تشهدها الجزيرة العربية في ذلك الوقت وكان الأحتمال الأرجح هو أنه ذهب للبحث عن لقمة العيش في مكان آخر .
وعن العمل الذي قام به قال حامد الهرساني : وقد تأكد لنا بواسذة ـ أحفاده فيما بعد أنه فعلا وصل إلى الدرعية وعاش فيها وفي المناذق ـ المجاورة ولاكن لا يعرف تماما العمل الذي قام بممارسته هناك حيث لا توجد دلائل أو آثار أو بيوت أو مزارع أو مستندات أو أي شي يشير إلى نوعية العمل الذي قام به ولاكن المعروف أن أحفاده أنتقلوا إلى بلدة القرينة في ضواحي حريملاء وأشتغلوا فيها بالزرراعة ولا زالوا فيها حتى اليوم // وبالنسبة لهرسان الذي بقي في المدينة فإنه اشتغل في الرعي في البادية .
مضرب مثل في القبيلة .
ويستطرد ـ حامد فيقول : أن قصة هريسان قد انتقلت من أبيه وأخوانه إلى أبناءهم وأحفادهم جيلا بعد جيل ولا يخلوا مجلس ولا مناسبة من ذكر قصة هريسان فقد ذهب وهذه ضروف ضياعه .... وأصبح هريسان مضرب مثل للضياع ودائما يقولون ضاع هريسان وعمره ثماني عشرة سنة ونرجو أن يرده الله علينا .. بالرغم من أنه ضاع قبل 190 سنة تقريبا ... وإذا غاب رجل من القبيلة غيبة يقولون إنشاء الله يعود قبل عودة هريسان .. ، وذلك للتذكير به من ناحية ومن ناحية أخرى حتى لا ينقطع ـ الأمل بعودته لو بعد حين ..
وصية متوارثه عن هريسان ..
وبالسؤال عن السبب الذي جعل القبيلة لم تنسه خلال هذه المدة قال أحمد بن عباس الهرساني :
بالنسبة لأبيه وجماعته وأخوته أخذوا يبحثون عنه مدة ذويلة ـ ويتحرون عودته مع أنه قد مات ... ولكن مع لك كان لهم أمل كبير بعودته ولذلك في بداية حياتهم كانوا يسألون عنه بأستمرار ويسألون كل من ياتيهم وعلى ذلك شب ابناءهم فأخذوا عنهم مهمة السؤال والبحث وكانوا يتواصون بذلك من جيل إلى جيل وكان أبي رحمه الله الذي توفي وعمره يناهز المائة عام يوصينا ويقول أنه ضاع أخ لجدنا هرسان وربما يعود أحفاده من بعد فأبحثوا عنهم ولا تنسوهم وهذه وصية كل اب لأبنه في القبيلة .
البحث عن قبيلة حرب .
وعن كيفية التعارف بين أبناء هريسان وهرسان بعد فراق دام 190سنة قال حامد الهرساني :
من المعلوم أن قلب الإنسان العربي معلق بقبيلته .... وأبناء هريسان الذين يعيشون اليوم في قرية القرينة الواقعة غرب الرياض وعلى بعد 85كيلوا تقريبا يعرفون أن جدهم هريسان قد جاء من المدينة وأنه من قبيلة حرب وأنه جاء لوحده ولا يعرفون شيئا غير ذلك .. ومن المعلوم أن قبيلة حرب قبيلة كبيرة جدا تنتشر فروعها وبطونها ـ في نجد والحجاز ولا يعلمون من أي قبائل وبذون ـ حرب كان أبيهم فبدأو يبحثون ويسألون أمراء قبيلة حرب في نجد أمثال الذويبي وأبن نحيت والفرم . فأكدوا لهم ان اسم هذا الرجل لا ينتسب لقبائلهم ولم يسبق أن سمعوا عنه شيئئا .. وأشاروا عليهم بالتوجه للحجاز وسؤؤؤال قبائل حرب الموجودة فيه .. والذين قاموا بمهمة البحث هم :
ناصر بن حمد بن عبد العزيز الموسى
عبد العزيز بن سليمان الموسى
موسى بن حمد الموسى ..
ولقب الموسى نسبة إلى جدهم موسى بن محمد بن رجب بن هريسان .
وعندما جاء الثلاثة إلى المدينة ليسألوا أمراء حرب كان أول من سألوا صلاح الجذي أحد أمراء قبيلة ولد محمد وأخبروه بالقصة وأسم الرجل فقال لهم بدوره انه لا يعرف عنه شيئئا وقال أذهبوا إلى مشعان بن موقد أمير عوف فربما يعرف شيئا لا نعرفه .. وعندما سألوا مشعان قال اسأل القبيلة وبعد أسبوع أتصل بكم بالهاتف وأعطيكم ـ الخبر وكان هذا في شهر شعبان من عام 1410هـ وسأل مشعان بن موقد عبد الله بن عباس كبير قبيلة الهراسين ، وفي البداية قال لهم مشعان أنه سمع بغياب هريسان ولا كنه غير متأكد ... ولاكن عبد الله بن عباس الهرساني أكد لمشعان أنه هريسان هو أخو هرسان والذي فقد من مدة طويلة ـ ولم يعرف عنه شي ... وبعد ذلك اتصل بهم مشعان بن موقد وجاءوا من الرياض ومعهم الوثائق التي تثبت قولهم ونسبتهم إلى هريسان وهذه الوثائق من قرابة 90 سنة وهي عبارة عن وثائق قسمة تركة بينهم تعود إلى هريسان .. وقال عبد الله بن عباس أن الرجل ثابت لدينا وعندنا ما يثبت ذلك .
36 شاهد من خارج القبيلة .
ويمضي حامد الهرساني في ذكر اللقاء وإثبات أبناء هريسان ويقول : ان الهراسين أبناء هرسان في المدينة المنورة عندما قابلوا آل الموسى المدعين النسب إلى هريسان وعندما تأكد لهم فعلا أنهم أبناء هريسان فرحوا فرحة عظيمة جدا وقالوا أنه ثابت لدينا أن هريسان هذا هو أخو هرسان ولدينا شهود على ذلك ونظرا لكثرتهم فقد تم الأكتفاء بشهادة 36 شاهدا عدلا من خارج قبيلة الهراسين .
لقاء رجلين في قبيلتين .
وعن اللقاء التاريخي وكيف تم بين القبيلتين يقول أحمد بن عباس الهرساني .
عندما علمنا نحن أبناء هرسان وتأكد لنا أنهم أبناء هريسان فرحنا فرحة عظيمة جدا لا توصف وأعددنا لهم حفل استقبال وتعارف كبير في بيت أخي عبد الله بن عباس في بلدة النخيل وهناك تم اللقاء السعيد الذي التقى فيه هرسان وهريسان بعد هذا الفراق وبعد أن تفرقا رجلين وألتقيا قبيلتين .كبيرتين حيث أصبحنا قبيلة وأصبحوا هم قبيلة وقد حضر الحفل أمراء قبيلة عوف وأعيانهم وتم خلالها توقيع وثيقة تنص على أن آل موسى هم أبناء هريسان من قبيلة عوف أخو هرسان والذي ذهب من مدة 190 سنة وقد وقع عليها أمراء عوف وفي مقدمتهم مشعان بن موقد .
الأعتراف بأبناء هريسان .
وعن النتائج التي ترتبت على هذا اللقاء قال حمد بن حمدان الهرساني :
في هذا اللقاء تم اعتراف قبيلة الهراسين بأبناء هريسان وأنهم أبناء رجل واحد وعملت لذلك أوراق ووثائق تثبت ذلك ووقعت من سبعة من أمراء حرب وأعتمدت من إمارة الرياض ، ويتبع ذلك المشاركة في الأرض وفي الديرة وجميع الحقوق والأملاك ونحن نرحب بهم ترحيبا كبيرا ونسعد بأي سبب أو مناسبة تجمعنا بالغائب الذي ذال ـ أنتظاره وشاء الله أن يعود إلينا ....
وعن الأسباب والعوامل التي ساعدت على تحقيق هذا اللقاء يقول سعد بن سليم الهرساني :
من المعروف أن الأسباب التي أدت إلى ضياع هريسان وبعده عن أهله هي الضروف السيئة التي كانت سائدة في تلك الحقبة والتي كثر فيها الجوع وانعدام الأمن وكانت الحياة صعبة في كل شي .... وإذا عرفنا ذلك فإنا نعرف أن اللقاء تم في الظروف الراهنة والتي ورفرت فيها حكومة خادم الحرمين الشريفين كافة اسباب الراحة وهذه الخدمات يصعب حصرها وهي التي ساعدت بعون الله على اتمام هذا اللقاء والجميع يشاركونني بدون استثناء ..... فألأتصالات والمواصلات الإعلام والتعليم ورغد العيش والامن كل هذه العوامل ساعدت في هذاء اللقاء ...
ومشاعري نحو هذا اللقاء لا توصف فهي مشاعر أخ فقد اخاه وعزيز فقد عزيزه وهي فرحة اجيال متعاقبة يتحقق حلمها في هذا اللقاء السعيد الذي يختلف في حرارته وجوه عن كل لقاء يمكن أن يعيشه الإنسان ..
وهذا اخ عاد إلينا بعد هذا المدى الذويل ـ من الزمن والآن أصبحنا أبناء رجل واحد رجعوا إلى دار ابيهم فبيوتنا بيوتهم وبيوتهم بيوتنا وهذا واقع ووضع البيت الواحد اذا تفرقوا لاي ظرف ثم أجتمعوا وهذا ليس بغريب ....
ويقول حامد بن حمود الهرساني :
مشاعري بهذه المناسبة فوق أن اعبر عنها وفررحتنا هذه لا يوازيها شي غير حزن الأباء عندما فقدوا هريسان أول مرة ذلك الحزن الذي ظل يتناقله أفراد القبيلة كلما تذكروا هريسان وفراقه ... وسوف يبقى أيضا هدا الفرح ان شاء الله تتناقله وتعيشه القبيلة كلما تذكرت هذا اللقاء الذي يبقى فيها حيا لا ينسى يجري في دمائها من جيل إلى جيل ..
الفرحة بالأخ أعظم فرحة .
ويقول سعد بن حمود الهرساني بهذه المناسبة :
من المعلوم فرحة اللقاء هي أعظم فرحة والانسان اذا ضاع شي مادي ثم وجده يفرح به فما بالك بأخ غائب عنك حوالي 200 سنة هنا تكون الفرحة عظيمة لأنها بلقاء الأخ وهؤلاء اخواننا رجعوا إلينا وسوف تكون بيننا معرفة مستمرة ان شاء الله وتتوثق عرى الاخوة والمحبة بعدما عرفوا بيوتنا وعرفنا بيوتهم ومساكنهم وديارهم وولا غرو في ذلك ونحن أبناء رجل واحد
جريدة المدينة المنورة في يوم الأحد 24 ربيع الآخر 1411 هـ العدد 8580
نقاط ـ :
انظر إلى حرص الشيخ مشعان بن موقد رحمه الله حيث لم يشأ ان يؤكد لهم النسب مباشرة ولا كن قال أذهبوا وسوف أتصل عليكم بعد أسبوع وذلك ليتريث ويتأكد من القصة .
ذكر لي الشاعر محمد الموسى ان اسرة الموسى يجتمعون بالجد السابع تقريبا وإذا قمنا بالعملية الحسابية المعروفة في الأنساب نجد أن المدة التي من ضياع هريسان حتى الان هي مدة سبعة أجداد .
أسرة الموسى يعلمون انهم من حرب لا كن لايعلمون الى اي قبائلها ينتسبون
كافة أوراق معاملة انتسابهم موجودة لدى عميد اسرة الموسى
الشكر كل الشكر للأخ العزيز الشاعر محمد الموسى الذي زودني بصفحة الجريدة وغيرها من المعلومات القيمة
اقامت الاسرة في الرياض حفلا كبير حضرة بعض شيوخ عوف
لا زالت الزيارات بين ذوي هرسان وذوي هريسان مستمرة حتى هذا الوقت
المعذرة من الأخطاء الأملائية 0